روسيا: موقف المغرب من الحرب مع أوكرانيا "مُتزن" و"نُقدره عاليا".. وسفير موسكو في الرباط يصف المملكة بـ"الشريك الاستراتيجي"
وصف السفير الروسي لدى الرباط، فلاديمير بايباكوف، الموقف المغربي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية بأنه "مُتزن"، قائلا إن موسكو "تقدر عاليا" هذا الأمر، وذلك وفق ما نقلته على لسانه وكالة الأنباء الحكومية "تاس" اليوم الاثنين.
وأورد السفير بايباكوف أن روسيا "تقدر عاليا موقف المغرب المتزن تجاه الأحداث الأوكرانية، بالإضافة إلى رفض الرباط المشاركة في أي أنشطة مناهضة لروسيا ترتبط بهذا السياق"، وتابع أنه "جرى الحفاظ على حوار سياسي نشط بين موسكو والرباط"، خلال الفترة الماضية.
وقال السفير الروسي إنه بالنسبة لبلاده، فإن المغرب "بلد صديق وشريك استراتيجي"، وتابع "العلاقات بين بلدينا تتسم بطابع خاص، وتم تعزيزها من خلال الاتفاقيات التي وقّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك محمد السادس (سنة 2016)".
وحسب بايباكوف، فقد "أثبتت هذه العلاقات قدرتها على الصمود أمام اختبار الزمن، بما في ذلك التقلبات الجيوسياسية والأزمات المالية والاقتصادية في السنوات الأخيرة"، وأكد السفير الروسي أن البلدين "يواصلان تعزيز تعاونهما التجاري والاقتصادي بنجاح.
وفيما يتعلق بتأثير العقوبات الغربية، أوضح السفير "بالطبع نشعر بتأثير هذه العقوبات، خاصة في مجالات الخدمات البنكية، ومع ذلك، تنجح روسيا والمغرب في حل جميع القضايا بروح من التعاون وبما يخدم مصالح شعبي البلدين".
وعلى المستوى الاقتصادي، قال الدبلوماسي الروسي إنه "في العام الماضي، استمرت العلاقات بين روسيا والمغرب في التطور التدريجي في جميع المجالات، وخاصة في مجال التعاون التجاري والاقتصادي"، وأضاف "ظل حجم التبادل التجاري بين البلدين عند مستوى عالٍ، كما شهدنا زيادة كبيرة في الصادرات الفلاحية".
وأوضح بايباكوف أن روسيا اليوم تحتل المرتبة الثانية في تصدير الحبوب والقطاني إلى المغرب، وأورد "بلغ إجمالي الصادرات في سنة 2024 حوالي 766 ألف طن، مقارنة بـ 209 آلاف طن فقط في عام 2023، حيث كانت روسيا تحتل المرتبة الثامنة، وشملت الصادرات بشكل أساسي القمح الطري، والذرة، والشعير".
وأشار السفير إلى أنه "خلال العام الماضي، تم إيفاد مجموعة من البعثات التجارية إلى المغرب من قبل شركات من مختلف المناطق الروسية، بما في ذلك موسكو ومقاطعاتها وسانت بطرسبرغ وتتارستان، وإقليم ألتاي، ومقاطعتي سفيردلوفسك وكالوغا".
وفي ماي من سنة 2023، أكد المغرب أنه ليس طرفا، بأي شكل من الأشكال،في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك على لسان ناصر بوريطة وزير وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي المغاربة المقيمين في الخارج، خلال ندوة صحفية مشتركة عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، الذي كان يقوم بزيارة عمل إلى المغرب.
وجدد بوريطة حينها التأكيد على "الموقف الثابت للمغرب بشأن احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية"، مشيرا إلى أن المملكة التزمت، منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، بتغليب احترام الشرعية والقانون الدولي، وعدم استعمال القوة لحل النزاعات، وكذا تشجيع الحوار واحترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأوضح الوزير أن "المغرب معني بهذه الحرب، لأنها تمس أولا الأمن والاستقرار الإقليميين، وثانيا بالنظر إلى تبعاتها وانعكاساتها الاقتصادية على عدد من البلدان، منها المملكة"، مبرزا أن "المغرب له علاقات جيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا، ويدفع نحو إيجاد حل سلمي لهذا النزاع".





تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :